فوائد ومزايا استخدام التجارة الالكترونية
الجمعة 3/2/2006
أخذت الإنجازات الهائلة التي أنتجها عصر المعلومات و التي أخذت بدفع المجتمع البشري على اتساعه ومختلف ألوانه إلى مرحلة جديدة تتمثل بما بات يطلق عليه في مجتمع المعرفة أو المجتمع الرقمي بحيث غدا بالإمكان الولوج إلى عصر المعلومات و النفاذ إليه متاحاً بطرق أقصر و بجهود قليلة و بتكلفة ليست باهظة
فقد أفسح الحاسب و شبكات الاتصال المختلفة المجال واسعاً للعبور إلى الشبكة و الاستفادة من المعلومات و الحصول عليها بيسر و توظيفها والاستفادة من البرمجيات إذ نعيش اليوم في عالم السلوكيات التكنولوجية و الالكترونية و التي باتت تتدخل في كل جزئية من حياتنا وأعمالنا فالتجارة أمست تجارة الكترونية و الأعمال أصبحت أعمالاً الكترونية والتعليم يتجه لأن يكون تعليماً الكترونياً و الحكومات تعمل لكي تكون حكومات الكترونية و بدأ التحول في العالم من اقتصاد الموجودات إلى اقتصاد المعلومات ومن اقتصاد الأصول إلى الاقتصاد الرقمي فالتكنولوجية المتطورة أصبحت تشكل أحد العناصر الأساسية في عمليات الانتاج و تقديم الخدمات المتنوعة في كل أرجاء العالم.
ماهيتها
في مادتنا الصحفية هذه نسلط الضوء على التجارة الالكترونية و واقعها ومزاياها و فوائدها:
بداية نشير إلى أن التجارة الالكترونية تمثل واحداً من موضوعي ما يعرف بالاقتصاد الرقمي حيث يقوم الاقتصاد الرقمي على حقيقتين الأولى هي التجارة الالكترونية و الثانية تقنية المعلومات فتقنية المعلومات أو صناعة المعلومات في عصر المعلومات و الاتصالات هي التي أوجدت الوجود الفعلي و الحقيقي للتجارة الالكترونية باعتبارها تعتمد على الحاسب والاتصال ومختلف الوسائل التقنية لادارة النشاط التجاري من خلال ما تقدم يمكننا القول أن التجارة الالكترونية هي تنفيذ و إدارة الأنشطة التجارية المتعلقة بالبضاعة والخدمات بواسطة تحويل المعطيات عبر شبكة الانترنت أو الأنظمة التقنية فهي بتعريف مختصر تقنية جديدة تقوم بعملية بيع أو شراء أو تبادل المنتجات و الخدمات و المعلومات من خلال شبكة الانترنت وهذه التجارة تتبع المبادئ الأساسية في عملية البيع و الشراء و لكن لابد من إتمامها في متجر تتم عبر شبكة الانترنت
أنماطها
تتخذ التجارة الالكترونية أنماطاً عديدة كعرض البضائع و الخدمات عبر الانترنت و إجراء البيوع بالوصف عبر مواقع الشبكة العالمية مع إجراء عمليات الدفع النقدي بالبطاقات المالية أو بغيرها من وسائل الدفع ,وإنشاء متاجر افتراضية أو محال بيع على الانترنت و القيام بأنشطة التزويد و التوزيع و الوكالة التجارية عبر الانترنت و ممارسة الخدمات المالية و خدمات الطيران و النقل و الشحن و غيرها عبر الانترنت
و الجدير ذكره بهذا الخصوص أنه لا تجارة الكترونية بدون وسائل الكترونية حيث ارتبط نشوء و تطور التجارة الالكترونية بشبكة الانترنت
و نحن نتحدث عن التجارة الالكترونية لابد من التعريف بأهم مزاياها و أبرزها إيجاد وسائل إتجار توافق عصر المعلومات ففي هذا العصر تغدو الحاجة ملحة إلى توافق الأنماط التجارية مع سمات هذا العصر و سلوكياته من هنا مكنت التجارة الالكترونية من خلق أنماط مستحدثة من وسائل إدارة النشاط التجاري كالبيع بالوسائل الالكترونية و التجارة الالكترونية من قطاعات الأعمال حيث مكن ذلك من إحداث تغيير شامل في طريقة أداء الخدمة و عرض المنتج وتحقيق العرض الشامل لخيارات التسوق و الميزة الثانية الدخول إلى الأسواق و تحقيق عائد من الأنشطة التجارية التقليدية فالصفة العالمية للتجارة الالكترونية ألغت الحدود و القيود أمام الأسواق التجارية و بفضلها تحول العالم إلى سوق مفتوح أمام المستهلك بغض النظر عن الموقع الجغرافي للبائع أو المشتري
ومن مزاياها تلبية خيارات الزبون بيسر وسهولة حيث تمكن التجارة الالكترونية من تفهم احتياجات المتعاملين معها و إتاحة خيارات التسوق أمامهم بشكل أوسع و هذا بذاته يحقق رضا الزبائن لاتتيحه وسائل التجارة التقليدية فالزبون يمكنه معرفة الأصناف و الأسعار وميزات كل صنف و المفاضلة و تقييم المنتج موضوع الشراء من حيث مدى تلبيته لرغبة و خيارات المشتري
و الميزة الأخير ة تطوير الأداء التجاري و الخدمي فالتجارة الالكترونية بما تتطلبه من بنى تقنية و استراتيجيات إدارة مالية و تسويقية و إدارة علاقات و اتصال بالآخرين تتيح الفرصة لتطوير أداء المؤسسات في مختلف الميادين و هي تقدم خدمة كبرى للمؤسسات في ميدان تقييم واقعها و كفاءة موظفيها و سلامة ,فعالية بنيتها التحتية التقنية و برامج التأهيل الإداري
بكلمة مختصرة يمكننا القول أن التجارة الالكترونية وسعت السوق المحلي إلى سوق عالمي بتكاليف قليلة إضافة للتوفير في رأس المال عن طريق تخفيض عدد المحلات و الموظفين و الأهم من ذلك أن قنوات التجارة الالكترونية مفتوحة دائماً للمستهلك و المستفيذ في أي وقت ومكان والسؤال المهم هل دخلت التجارة الالكترونية بيئة النشاط العربي?
و للإجابة على هذا السؤال لابد من التذكير أن أساس التجارة الالكترونية هو الانترنت ومن المعروف أن اللغة العربية لاتمثل إلا نسبة منخفضة من مساحة الاستخدام على شبكة الانترنت و هذا يعد عائقاً رئيساً أمام نجاح تجارة التسوق الالكتروني في المنطقة العربية كما أن عدم الوعي بوسائل التجارة الالكترونية وتحديداً وسائل الوفاء بالثمن عبر تقنيات الدفع النقدي و بطاقات الإئتمان و ضعف الثقة بوسائل الأمان لحماية المعلومات أدت إلى قلة انتشار هذا النمط الحديث للأنشطة التجارية ومع ذلك فإن الصعوبات التي تقف حائلاً دون تطبيق تجارة الكترونية عربية تتمثل بمتطلبات البنى التحتية و هو تحد ذو طبيعة تقنية يتصل به تحديات بناء و تطوير الكوادر البشرية في حقل المعرفة التقنية و تحديات استراتيجيات إدارة المشاريع المعلوماتية في القطاعين العام و الخاص و سلامة التعامل مع لغتها و متطلباتها
هل يمكن تجاهلها??
مرة أخرى نعود لنسأل هل يمكن تجاهل التجارة الالكترونية ? فأمام واقع ومفرزات عصر التقنيات و الاتصالات وتزايد استخدام الوسائل التقنية الحديثة و المتطورة في ميادين مختلفة وتزايد الاقتناع باعتمادها نمطاً لتنفيذ الأعمال و مرتكزاً للتطور وفي ظل دخول العديد من الدول العربية منظمة التجارة الدولية و في ظل متطلبات التجارة الدولية المتمثلة بتحرير التجارة في السلع والخدمات و دخول الشركات الأجنبية الأسواق العربية كجهات منافسة حقيقية ونظراً لما توفره التجارة الالكترونية من تسهيل عمليات التنافس إذا ما توفرت المكنة لتأديتها و تحققت متطلبات نجاح مشاريعها فإن تجاهلها تعبير عن عدم القدرة على امتلاك أدواتها و التعامل مع تحديات عصر المعلومات يغدو مغالاة في المحافظة على الأنماط التقليدية التي لن تستطيع الصمود طويلاً, فالأنماط التقليدية للتجارة وإن كانت لاتزال هي القائمة فإن بنية تنفيذها تحولت شيئاً فشيئاً نحو استخدام الوسائل الالكترونية و بكلمة مختصرة أصبح التوجه نحو إحلال التقنية في كل ميدان من ميادين النشاط الإنساني و بشكل رئيس الخدمات الحيوية و الخدمات التي تقدمها الدولة لهذا فإنه لايجوز تجاهل التجارة الالكترونية و لاسيما أننا نرغب بالتعامل مع الافرازات الايجابية لعصر تقنية المعلومات و الاتصالات
لكن ما نود الاشارة إليه أنه مع تزايد استخدام التجارة الالكترونية ظهرت العديد من المسائل التي تحتاج إلى تنظيم وتشريع منها الضرائب و حماية المعلومات و السرية و الربح
نجاحها
يعتمد نجاح التجارة الالكترونية على وضع منهجية شاملة و واضحة للشركة و على الرغم من أن معايير بناء تطبيقات التجارة الالكترونية تختلف من شركة لأخرى فإن أهم الخطوات العامة لبناء تطبيق التجارة الالكترونية تتمثل بتحديد أهداف العمل و الرؤية المستقبلية وتحديد البيانات وهيكلتها و تحديد المعلومات و التطبيقات اللازمة و تحديد التقنيات و الهيكل التنظيمي الذي يشمل الموارد البشرية و المهارات المطلوبة
أخيراً
أدت الثورة التكنولوجية المتسارعة إلى تغيرات جذرية وتحولات مجتمعية كبرى شملت حياة الأفراد و المجتمعات ومختلف مجالات الحياة الإنسانية بما في ذلك نوعية الخدمات و السلع التي توفرها المؤسسات العامة و الخاصة كما أن حجم الاستثمار المتزايد في قطاع التكنولوجيا المتطورة يتطلب تعظيم الفوائد المرجوة منه وتسخيره لتسهيل الحياة و الرفاه الإنساني عموما.
